كيف تم الخلط بين الأقصى المبارك و مسجد قبة الصخرة ؟

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتي في الله،

أثناء تناولنا لأطراف حديث عارض تم دون تحديد لموضوعه ولا طرحه على طاولة النقاش كما يُقال ،اتضح لي من خلاله أن الكثير من الشباب يحملون في أذهانهم صورة مغلوطة عن المسجد الأقصى ويجهلون الصورة الحقيقية لمبنى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وكيف يوجد من بينهم من لم يسبق لهم أن شاهدوا قط مبنى المسجد الأقصى ،وعمر هؤلاء الشباب قد جاوز عقدين كاملين من الزمان، إنه حقا لشيء غريب، فقلت في قرارة نفسي هذه إحدى ثمار ما زرعته أيادينا ونتيجة مباشرة للتفريط والتقصير في طرق تربيتنا ومناهجنا المتبعة في تعليم أبنائنا ، نتج عنه الجهل التام بمقدسات الأمة وبموروثها الثقافي وبتراثها الإسلامي ، فهي مسؤولية مشتركة تتقاسمها الأسرة والمدرسة والمجتمع بل والأمة بأكملها اتجاه إحدى المقدسات التي بذل أسلافنا دماءهم وأرواحهم من أجل الحفاظ عليها حرة وشامخة ومهدا ومستقرا لكل الديانات،وهي أيضا أرض المحشر والمنشر.

وقد ارتأيت أن أضع هذا الموضوع الحساس والبالغ الأهمية في منظور أوسع بقليل لأقف على حقيقته وتداعياته، ولم يكلفني القيام بذلك أي مجهود يذكر، إذ قمت بعرض تلك الصورة المغلوطة والراسخة في أذهان المسلمين (صورة مسجد قبة الصخرة) على زملائي في العمل ، فأصبت بالذهول وكانت خيبتي كبيرة وصدمتي قوية ،وأنا أتلقى ردود الأصدقاء التي كانت عبارة عن جواب واحد عار من الصحة والصواب وضارب في أعماق الخطأ والزّلل ، إذ أكد لي الجميع على أن الصورة تمثل المسجد الأقصى، فكيف نستغرب من جهل الأبناء لأشياء يجهلها الآباء أنفسهم ؟ لقد ألمني وجود من بين الذين سألتهم من تجاوز عمره العقد الخامس وهو لا يعرف عن المسجد الأقصى شيئا، ويحمل له في ذاكرته صورة مغلوطة.

ماذا قدمنا لهذه الأجيال الصاعدة ونحن نعيش على هذا المنوال؟ من علم ومن معرفة بأشياء لا يُعذر أبدا أحد بجهلها لكونها جزءا لا يتجزأ من مقدساتنا ، من كياننا ومن عقيدتنا ،يا أسفا علىأمّتنا!

قِفــوا معي أمام هذا الوضع المأساوي وأمام ما نحن عليه من ضعف وتشرذم و... وإلى ما بلغه منا كيد وتضليل الكيان الغاصب للأرض وللمقدسات، وما كان له أن يبلغ هذا لولا قصور نظرنا وانعدام رؤيتنا، والقصور المخيف الذي أصاب فكرنا وذاكرتنا. لقد أسرفنا على أنفسنا، فهنا على الله عز وجل ومكّن أعداءنا من رقابنا وتكالبوا علينا ثم تملكوا زمام أمرنا.

فكلما ذُكر في الأخبار شيء عن القدس وعن مسجدها نقلت إلينا كاميرات مصوري نشرات الأخبار صورة مسجد قبة الصخرة ،وكلما نقل إلينا مشهد من تحركات المقدسيين واحتجاجاتهم ظهرت أمام أعيننا صورة مسجد قبة الصخرة، فرسخت في الأذهان تلك الصورة على أنها للمسجد الأقصى! ، وتُعرض للبيع حتى الآن في أسواقنا، ويزين بها الكثير من المسلمين جدران منازلهم ومحلات عملهم ،وبلغت في الأذهان حد اليقين على أنها صورة المسجد الأقصى، تلك البقعة المباركة على الأرض المقدسة، السجينة التي تكبلها أيادي اليهود بالنار والحديد.لا أحد ينكر أن مسجد قبة الصخرة هو معلمة إسلامية بنيت فوق البقعة الطيبة التي بني فوقها على يد آدم عليه السلام ثاني مسجد على الأرض، وتبعد عنه مسافة 500م من الجهة الشمالية، وقد أمر ببناء المسجد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان وتمت عملية البناء سنة 72 للهجرة (691م) فوق الصخرة المشرفة أو صخرة المعراج الذي حمل المسجد اسمها ، واكتسب قدسيته بشرف وجوده جوار الأقصى وفي حرمه إلا أنه ليس هو المسجد الأقصى الذي ورد ذكره في القرءان الكريم وبارك الحق سبحانه وتعالى حوله،فهو من الأقصى لا مراء في هذا مبارك أيضا لكن ليس لدرجة أن يقوم مقامه،وما عملية ترسيخ صورته في الأذهان على أنه الأقصى نفسه ،إلا كيد الكائدين من اليهود الذين يريدون بفعلهم هذا التغطية عما يقومون به من تخريب وتهويد بل ومن محاولات جادة وحثيثة لهدم المسجد الأقصى وإقامة هيكلهم مكانه.

يُنقل إلى مسامعنا على مر الأيام أن القدس والمسجد الأقصى المبارك يتعرضان لعملية التهويد وطمس لكل المعالم الإسلامية، لكن في أخبارنا المصورة ينقلون إلينا مسجد قبة الصخرة وهو شامخ في مكانه لم يمسسه سوء، فكأنهم بذلك يقولون لنا: لم القلق إذن ؟

وحقيقة الأمر أن الأقصى المبارك، ومنذ عمليةالإحراق التي تعرض لها على يد المتطرفين اليهود وعلى رأسهم اليهودي المتعصّب مايكل دينيس بتاريخ : 21/08/ 1969،وكان ذلك تحديا وإذلالا للمسلمين، فأتت ألسنة النيران على منبر صلاح الدين فأحرقته ،كمااحترق منبر نور الدين زنكي وأحدثت أضرارا بالغة وثقوبا بسقف المبنى المبارك ، منذ ذلك الحين والمسجد عرضة ليس لعملية التهويد بل إنه يتعرض لعملية هدم ممنهجة وخبيثة ،وقد أشار البعض إلى وجود بعض الشقوق والتصدعات التي أصابت أحد جدرانه نتيجة للسراديب التي حُفرت تحت أرضيته بطريقة متقاطعة ومتشابكة وفي كل أرجائه، تحت غطاء البحث عن هيكل مزعوم لا وجود له أصلا ،ناهيك عن تلك الممرات التي تُفضي مباشرة إلى صحنه دون الحاجة إلى الولوج عبر أحد أبوابه. فهم يرون أن لا حاجة لهم باستعمال الجرّا فات أو الديناميت التي تفي بنفس الغرض لكن نتائجها تكون آنية ومباشرة وهذا ما تتحاشاه لجنة الأدمغة الحمراء التي وضعت التصميم لذلك منذ زمن طويل!

فالمخطط قائم ومستمر والهدف هو نسف المسجد المبارك الذي يتوقون إلى إقامة هيكلهم محله ، والغريب أنهم يضعون مجسما صغيرا لهيكلهم على مقربة من المسجد المبارك، ويبدو أن عملية الهدم بالنسبة لهم ما هي إلا مسألة وقت أو توقيت لا غير،وإن كانوا قد أغفلوا أن مشيئة الله عز وجل هي التي تملك زمام الأمور، وإن سبق في علمه جلت قدرته أن عملية الهدم حتمية الوقوع، فسوف تتناقلها وسائل الإعلام المضلل ويظن الآلاف من أبناء أمتنا أن المسجد ما زال قائما لأن صورته البديلة شاخصة في أذهاننا ومجسمة أمام أعيننا، ولكن حقيقة ما قد يكون لن تدركها عقولنا ولن تراها بصائرنا.

هذه صُور توضيحية، وما أكثر تواجدها ! لمحو كل أنواع التغليط والتضليل وإزالة كل لبس وتشويش عن الأذهان والعقول، وخاصة منها عقول ناشئتنا التي يجب أن تعلم ما لها وما عليها، وأن تكون في مستوى رفع التحدي ،وتشعر بما تعقده عليها الأمة من آمال عظام ،من أجل تخليص الأقصى من يد المغتصبين الغلاة ،ورده إلى حظيرة الأمة الإسلامية التي لا تستطيع إنكار تقصيرها في تحقيق هذا المنال ،في ماضيها وفي حاضرها،ولعل الله يهيئ لها من أمرها رشدا إن هي صدقت النية مع نفسها وعقدت العزم على تحقيق المبتغى، ولن يتأتّى لها ذلك إلا في الصلح مع الله والعودة إلى جادة الصواب والى الصراط المستقيم ، والأخذ بما صلح به أمر سلفها في سابق العصور ، منهم أولائك الذين حرروا القدس في 13 رمضان 15هـ الموافق 18 أكتوبر 636 للميلاد، ودونوا العهدة العمرية ، وقضوا بأن لايسكن بإيلياء (القدس) مع أهلها أحد من اليهود، ومن بعدهم صلاح الدين الأيوبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، الموافق [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] سنة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ،ولن تعجز أرحام المسلمين على أن تنجب أمثال هؤلاء الأبطال الصناديد الذين أعزوا الدين وبلغوا بأمجاد الأمة الإسلامية عنان السماء.

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

مسجد قبة الصخرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المسجد الأقصى المبارك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المسجد الأقصى المبارك

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المسجد الأقصى المبارك ومسجد قبة الصخرة

أخي الفاضل الأستاذ راملي
أشكرك على نصيحتك القيمة

» هنا تهاني عيد الفطر المبارك ..
» حقيقة المعجزة التي حدثت فوق قبة مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام
» أحاديث لم تثبت فى شهر رمضان المبارك
» تهنئة بمناسبة عيد الفطر المبارك
» مع اقتراب عيد الأضحى المبارك