السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ان الحمد لله ، نحمده و نستعينه ، و نستغفره ، و نعوذ بالله
من شرور انفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له
و من يضلل فلا هادي له ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا
عبده و رسوله صلى الله عليه و على آله و أصحابه و من تبعهم
بإحسان الى يوم الديـــن و سلم تسليما كثيرا ، أما بعد ...
العيد فرصة للتآخي ومسح الأحقاد
بقلم : يحيى بدرالدين صاري
هاهو يوم العيد فرصة ثمينة ومنحة غالية ليعود الفرقاء إلى رشدهم وتتصالح القلوب وتتصافي النفوس وتتسع الصدور ويتسامح المتصارمون ويرجع المتهاجرون وتتناسى الأحقاد ويتجاوز عن الهنات وتقال العثرات ..
هذا يوم العيد فرصة ليكون يوما لتقوية الروابط الأخوية بين المسلمين نكاية في الأعداء وإغاظة للشيطان، يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في سنن الترمذي (...عَلَيْكُمْ بِالْجَمَاعَةِ وَإِيَّاكُمْ وَالْفُرْقَةَ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ مَعَ الْوَاحِدِ وَهُوَ مِنْ الِاثْنَيْنِ أَبْعَدُ مَنْ أَرَادَ بُحْبُوحَةَ الْجَنَّةِ فَلْيَلْزَمْ الْجَمَاعَةَ )
وهاهو الرسول يدلنا على فضل الاجتماع بين المسلمين فقال ( ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان إلا غفر لهما قبل أن يتفرقا ) . [رواه أحمد وأبو داود والترمذي عن البراء]
وتأمل في هذه الصورة العجيبة من اجتماع الصحابة. قَالَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ: كَانَ النَّاسُ إِذَا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلًا تَفَرَّقُوا فِي الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ تَفَرُّقَكُمْ فِي هَذِهِ الشِّعَابِ وَالْأَوْدِيَةِ إِنَّمَا ذَلِكُمْ مِنْ الشَّيْطَانِ). فَلَمْ يَنْزِلْ بَعْدَ ذَلِكَ مَنْزِلًا إِلَّا انْضَمَّ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يُقَالَ:' لَوْ بُسِطَ عَلَيْهِمْ ثَوْبٌ لَعَمَّهُمْ' [رواه أبوداود وأحمد]
فإذا كان تفرقهم في الشعاب والأودية في السفر تفرقا شكليا وليس حقيقيا معنويا ، وقد يكون له ما يسوغه من حاجات المسافرين للترويح عن النفس وقضاء حوائجهم ، ومع ذلك نهاهم عنه فكيف بالتفرق الحقيقي المؤدي إلى الهجران والتباغض والاقتتال .
إنني أنادي في أولئك الذين يفرقون كلمة المسلمين بشتى وسائل التفريق ويزرعون الأحقاد والضغائن في أوساطهم بذرائع متعددة ، وأساليب مختلفة أن يتقوا الله في هذه الأمة التي جعلها الله أمة واحدة وجسدا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا وَلَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَهْجُرَ أَخَاهُ فَوْقَ ثَلَاثِ لَيَالٍ) رواه البخاري ومسلم.
وأعداء الله يَسُرهم تفرقنا بل ويسعون لتحقيق هذه الأمنية ، فهم يذكون نار الفتن في بلداننا ويشعلون لهيب الحروب الطائفية في ديارنا ويستعملون بعض الأذناب والعملاء لشق الصف في ثغورنا الإسلامية حتى نادى أحدهم بلا حياء و بكل جرأة ووقاحة بتقسيم بلادنا الجزائر إلى دولتين، وهاهي دول الاستكبار العالمي اليوم تنادي بتقسيم العراق إلى دولة طائفية، بل وضعوا خارطة لبلاد العرب على أساس طائفي عرقي نشرت في وسائل الإعلام كما فعلوا سنوات ليست بالبعيدة في أرض الشام والهند والباكستان فقسموها إلى دويلات ،ولهذا فإن أعداء الله يعملون على نشر الديانات الباطلة والمذاهب الفاسدة والتيارات الفكرية الساقطة في ديار المسلمين من نصرانية وإباحية لكي يضغطوا بها على الدول لإقامة دويلات وأقليات دينية وفكرية باسم حرية التعبير وأسسوا لهذا الغرض الهيئات الدولية باسم حقوق الأقليات وحماية كل فكرة ساقطة وطريقة هابطة .
أيها الأحبة في الله يقول النبي كما في المسند عن الزبير رضي الله عنه . عن النبي صلى الله عليه وسلم :( دبَّ إليكم داء الأمم قبلكم الحسد والبغضاء هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر والذي نفس محمد بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أفلا أنبئكم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم ).
إنني أدعوكم أيها الأحبة في الله أن تكونوا صفا واحدا وجسدا واحدا وبيتا واحدا وأسرة واحدة وقلبا واحدا وتفطنوا لمخططات الأعداء والبرامج الشيطانية التي تبرمج عقولنا وأفكارنا وتربيها على الفرقة والبغضاء ..