قمة الإعجاز في: عَجْب الذَّنَب (coccyx)، ذلك العظم الذي لا يبلى.
2 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
ramli مشرف سابق
عدد الرسائل : 35 العمر : 64 احترام قوانين المنتدى : تاريخ : 26/11/2011 الدولة : المزاج : الجنس : الهواية : الجنسية : تاريخ التسجيل : 26/11/2011
موضوع: قمة الإعجاز في: عَجْب الذَّنَب (coccyx)، ذلك العظم الذي لا يبلى. الجمعة 25 مايو - 20:01
قمة الإعجاز في: عَجْب الذَّنَب (coccyx)، ذلك العظم الذي لا يبلى.
ما فتئ علماء عصرنا الحالي في مختلف مجالات الحياة وعلومها ،خاصة تلك الجوانب المتعلقة بالخلق وبالنشأة سواء تعلق الأمر بالكون ،بالإنسان أو باقي المخلوقات التي لا يعلم أعدادها وأجناسها إلا باريها، يكتشفون حقائق مذهلة حول هذا الموضوع جاء بها القرءان الكريم منذ ما يزيد عن أربعة عشر قرنا ،ولقد أدهشت العلماء بدقتها اللامتناهية في عرضها للمواضيع وببلاغة وصفها والإحاطة بكل جوانبها،لكونها صدرت من لدن خبير عليم . فسبحان القائل : » سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَالْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ « يس36 .وفي سورة آخري : » وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةًوَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَاتَفْعَلُونَ« النمل 88
وهذه أدلة واضحة تبين أن القرءان الكريم هو كلام الله عز وجل ،وهو صالح لكل الأزمان والعصور ، وأن البشرية تنهل من معينه الذي لا ينضب ومن مكنونه الذي لا تنقضي دُرَره وعجائبه ،وتستنبط منه عبر الزمان ما تثبت به حقيقة ما أحرزته من علوم ومن معرفة اكتسبتها عن طريق البحث والتجربة، كل جيل يأخذ منه حسب إمكانياته وقدراته العلمية والتقنية، ويجد فيه مايعجزه ويحيره، فيتبن له من خلال ذلك ضآلة ما أوتي من علم قليل. فتدبروا هذا الوصف الدقيق في قوله سبحانه وتعالى :
وفي أحاديث سيد الورى صلى الله عليه وسلم نجد هذا الحديث الصحيح :
كل ابن آدميأكله التراب إلا عجب الذنب منه خلق وفيه يركب. رواه مسلم.
- حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كُلّ اِبْن آدَم يَأْكُلهُ التُّرَاب إِلَّا عَجْب الذَّنَب مِنْهُ خُلِقَ وَفِيهْ يُرَكَّبْ " وهذا الحديث الصحيح ورد أيضا في صحيح البخاري وكذلك في موطأ الإماممالك رضي الله عنه.
ويستثنى مما جاء في الحديث الأنبياء عليهم السلام ، فإن التراب لا يأكل أجسادهم الطاهرة ، ففي سنن أبيداود من حديث شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن منأفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا علي من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة علي،فقالوا: يا رسول الله، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت؟ قال: يقول بليت. قال: إنالله حرم على الأرض أجساد الأنبياء"
وذُكر هذا الحديث أيضا في الترغيب والترهيب للألباني.
عجب الذنب كما عرفه النبي صلى الله عليه وسلم هو عظم في حجم حبة الخردل في نهاية العصعص.
ولقد لاحظ العلماء بعد إجرائهم لبحوث وتجاربجاءت نتائجها مطابقة لما أخبرنا به الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام ، وتبين لهم أن هذا الجزء من جسم الإنسان لا يتحلل حتى لو تم سحقه أو غليانه، أو حتى حرقه وهي التجربة التي قام بها الدكتور اليمنيعثمان جيلان بحضور مجموعة من العلماء ومن بينهم أستاذه عبد المجيد الزنداني، فخلصت التجربة إلى أن خلايا هذا العظم لم تفارقها الحياة حتى بعد تفحمها ،فكيفماكانت الطريقة التي مات بها الإنسان فإن خلايا هذا العظم الصغير من جسمه تظل سليمة، ولا يصبيها التلف أبدا.- فسبحانه،سبحانه، مالك الملك والملكوت - وحين سؤل نبي الله موسى عن ربه هو وأخيه هارون عليهما السلام ،كان الرد في محكم التنزيل :» قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى «
[*وهذاالوصف الذي يحكيه القرآن الكريم عن موسى - عليه السلام - يلخص أكمل آثارالألوهيةالخالقة المدبرة لهذا الوجود:هبة الوجود لكل موجود. . وهبة خلقه علىالصورةالتي خلق بها . وهبة هدايته للوظيفة التي خلق لها . . وحين يجول الإنسانببصرهوبصيرته - في حدود ما يطيق - في جنبات هذا الوجود الكبير تتجلى له آثار تلكالقدرةالمبدعة المدبرة في كل كائن صغير أو كبير .من الذرة المفردة إلى أضخمالأجسام،ومن الخلية الواحدة إلى أرقى أشكال الحياة في الإنسان.* ظلال القرءان].
فإن الدلائل العلمية التي جاءت بها البحوث العلمية الدقيقة التي قام بها العلماء البريطانيون والأمريكيون وكان السبق للعالم الألماني هانس سبيمانالذي استطاع سنة 1935 بعد سلسلة من التجارب في علم الأجنة أن يثبت أن القرص الجنيني يحتويعلى خيط ابتدائي أو خيط أولي ونهايته المدببةتسمى العقدة الأولية، هو مركز النمو والتكاثر منه تخلق كل الخلايا وكل أجزاء الجسم، المخ أولا ثم الحبل ألشوكي ثم باقي الخلايا التي تكون أعضاء الجسم ، ثم ينسحب إلى نهاية العمود الفقري .
هذه الحقيقة العلمية الجلية فندت مزاعم الكثيرين ممن شككوا في صحة هذا الحديث، - للأسف أن بعضهم من أبناء أمة المسلمين - وجعلت حدا لتطاولهم على أحاديث سيد الورى عليه الصلاة والسلام.
بل مثل هؤلاء كذّبوا الله جلت قدرته وتجاوزوا ذلك إلى الافتراء عليه وسلقوه بألسنة السوء، - أخرص الله ألسنتهم إلى الأبد – ولقد رد سبحانه وتعالى على هؤلاء في الحديث القدسي،
قال الله تعالى: * كذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، وشتمني ولم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، وأما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا وأنا الأحد الصمد ، لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفأأحد*.رواه أبو هريرة ،المصدر: صحيح البخاري
في الختام، أقدم لمن لم يشاهدوا (يشاهدن) هذا الفيديو الذي كان محفزا لي في تقديم هذه المساهمة المتواضعة ، ولم أقدم على إدماجه في هذا المنبر- الذي أعتز بالانتماء إليه – لتعم به الفائدة ،إلا بعد حصولي على إذن كتابي من فضيلة الدكتور زغلول راغب النجار، نفعنا الله بعلمه القيم وجازاه عن الأمة الإسلامية الجزاء الأوفى، والمجال لا يتسع لعرض طلب الإذن الكتابي ورد فضيلة الدكتور عليه.
- مدة الفيديو 15 .14 دقيقة – ورجائي ألا تبخلوا على أخيكم في الله بصالح الدعاء.